لمتطوعات صحة المجتمع انجازات في ميدان التوعية الصحية ولكل متطوعة قصة تحكي نجاحها وتألقها وتجربة استفادت منها ونفعت بها الفئات المستفيدة . من جانب أخر هناك متطوعات رغم معاناتهن وهن يؤدين مهامهن في نشر التوعية الصحية الا أنهن أكثر صمودا وتضحية وتحمل لمشاق العمل والاعباء النفسية المترتبة عن حياتهن الخاصة .
هنا نعيش قصة متطوعة من متطوعات صحة المجتمع لمشروع الصحة والتغذية التابع لمنظمة الصحة اليمنية والممول من منظمة الطفولة اليونيسف , والتي جسدت بطولة في الصبر والايمان بالله عند إصابتها بمرض سرطان الثدي , والذي لم يزدها الا إصرارا وعزيمة في مواصلة مشوار التثقيف لأهالي قريتها .
سميرة ........ من أبناء عزلة السارة مديرية العدين محافظة إب , يبلغ عدد سكانها 120 اسرة , سميرة امرأة مطلقة ولديها طفلة عمرها 8 سنوات تنتمي الى اسرة مكونة من 12 شخص , وعلى المستوى التعليمي أكملت دراستها الثانوية .
وعن سبب التحاق سميرة بالعمل التطوعي والتثقيف الصحي تقول سميرة * يرجع ذلك الى إصابتي بمرض السرطان. من اجل ذلك اخذت على نفسي وعدا بان ابذل قصارى جهدي في توعية الأمهات للوقاية من هذا المرض الخبيث , والتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية حتى لا يصابون بنفس المرض مثلي *
بدأ مرض سميرة في شهر شوال الماضي عند ما خضعت لعملية استكشافية في محافظة إب , وبعد خروج نتيجة الفحص الزراعي , أجرت عملية استئصال الثدي في العاصمة صنعاء وبعدها بدأت معاناتها مع مرحلة العلاج الكيماوي بعد تحويلها الى مستشفى الثورة في إب , ترتيبا لتناول الجرع الكيماوية .
إستطاعت سميرة ان تتخطى مرض سرطان الثدي , وبان تواصل مشوارها التوعوي في قريتها ,, وعملت العديد من المبادرات والمحاضرات والجلسات مع ربات البيوت في مجالات " الرضاعة الطبيعية , والتوعية عن سرطان الثدي ,التبرز في العراء والبيارات المكشوفة , النظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون, ومكافحة سوء التغذية بانواعة " والكل متعاون معها ومتجاوب ويشعرون بمعاناتها , ويشجعونها دوما ويساندونها لعلمهم بانها تسعى من أجلهم ومن أجل صحتهم . وبدا الأهالي بحفر البيارات وتخصيص أماكن لتصريف القمامة وحرقها .
لم يمنع المرض المخيف سميرة من مواصلة مشوارها بل زادها عزما على البذل والعطاء وخلق لديها هدفا تعيش من أجلة حتى لا ترى الألم مجددا على وجوة الأمهات ,, ولديها طموح كبير يزداد يوما بعد يوم وتحدي كبير لمناهضة هذا الداء الأليم .
صارت قصة معاناه سميرة محل اهتمام أبناء قريتها وصاروا يواسونها و يقفون معها ويستمعون الى إرشاداتها ويفتخرون بها ويعتزون بها كمثال للام الريفية التي صمدت في وجه الألم القاتل " سرطان الثدي "